حسن زغيدة… رؤية موسيقية أكاديمية تتألّق عالميًا

حسن زغيدة… رؤية موسيقية أكاديمية تتألّق عالميًا

Ati Mag

في أجواءٍ موسيقيةٍ اتسمت بالصفاء والعمق، قدّم الموسيقي والأستاذ حسن زغيدة حفلًا موسيقيًا متميّزًا في الجارة إسبانيا، ليوقّع من خلاله حضورًا فنيًا راقيًا يعكس مشروعًا فكريًا وفنيًا متكاملًا، يجمع بين البحث الأكاديمي والتعبير الإبداعي الواعي.

في هذه الأمسية التي حضرها جمهور متذوّق للفن الراقي، أبدع زغيدة في عزف مقطوعاتٍ على آلة الكلارنيط، اتسمت بالبساطة في ظاهرها والعمق في أثرها، حيث تحوّل الصوت إلى مسارٍ للتأمل والحوار الداخلي، وجعل من الآلة وسيلةً للتعبير الصادق،تُخاطب الإحساس قبل أن تستعرض التقنية.

ما قدّمه زغيدة لم يكن مجرد عرضٍ فني،بل تجربةٌ فكريةٌ تُعيد تعريف الموسيقى كقيمةٍ تربويةٍ وإنسانيةٍ، تعكس رؤيةً حديثةً تجعل من الفنّ أداةً لبناء الذوق وتطوير الوعي.

ويُعدّ حسن زغيدة من الفنانين الذين يزاوجون بين المعرفة الأكاديمية والممارسة الفنية الرفيعة؛ فهو أستاذٌ في التربية الموسيقية، حائز على الجائزة الأولى والجائزة الشرفية في آلة الكلارنيط، وطالب باحث في سلك الدكتوراه، يعمل على تطوير مقاربةٍ علميةٍ تربط بين الممارسة الفنية والتكوين الأكاديمي، وتجعل من الموسيقى مجالًا للتعلّم، والتربية الوجدانية، والتفكير الجمالي.

يرى زغيدة أن الموسيقى في جوهرها ليست ترفًا جماليًا أو أداءً للتسلية، بل لغةٌ تُربّي وتُهذّب وتفتح أمام الإنسان أفق الإصغاء والتأمل.

فالفنّ، حين يُمارس بوعيٍ ومسؤولية، يتحوّل إلى شكلٍ من أشكال التربية على الجمال، ويُسهم في ترسيخ قيم التوازن، والانسجام، والإحساس بالآخر.

من خلال هذا الحضور، يواصل حسن زغيدة تأكيد رؤيته الموسيقية الأكاديمية التي تتجاوز حدود الأداء إلى بناء فكرٍ فنيٍّ متكامل، يجمع بين العلم والإبداع، ويجعل من الموسيقى مسارًا للارتقاء بالذوق الإنساني في بعده الكوني.

تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد