الشباب والمواطنة، الوزير بنسعيد: على السياسات العمومية ان تتدخل للحد من الفوارق الحقوقية بين المناطق وعلى الشباب أن يختار من يمثله بشكل مواطن وبضمير- فيديو
الشباب والمواطنة، الوزير بنسعيد: على السياسات العمومية ان تتدخل للحد من الفوارق الحقوقية بين المناطق وعلى الشباب أن يختار من يمثله بشكل مواطن وبضمير- فيديو
Ati Mag
استضاف المعهد العالي للتدبير والإدارة والهندسة المعلوماتية iSMAGi، السيد محمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل في لقاء مع الطلبة في افتتاح السنة الجامعية الجديدة من خلال مؤتمر “الشباب والمواطنة“
ومن بين أهم المحاور التي ناقشها السيد الوزير، مجال الحقوق والواجبات للشباب وصرح أن حقوق الشباب ليست متساوية في جميع مناطق المغرب وقال إن الشباب في مناطق بعيدة عن العاصمة الرباط التي تقدمت كثيرا مثلا سوف يتساءلون اذا كان لديهم كمواطنين نفس الحقوق كبقية الشباب، وهنا يأتي دور السياسات العمومية التي يجب ان تتدخل للنقص من هاته الفوارق بين المناطق ومنح نفس الحقوق المتساوية لكل الشباب، حتى يشعر هؤلاء ان المصعد الاجتماعي موجود بالفعل وانه كلما تمسكنا بحقوقنا أيا كانت مستوياتها، يمكننا ان ننجح في مشروعنا وتأتي بعد ذلك علاقتنا بالمواطنة التي يمكن ان نعرفها، بأن تكون مواطنا “نموذجيا” يمكنك ان تطالب بحقوقك او تنتزعها احيانا، مثل النقاش المتواجد حاليا في قطاع الصحة حيث ان هناك اختلاف في الرأي بين السياسة المعمول بها والطلبة الذين يبدون رأيا اخر، وهذا في حد ذاته، نوع من النقاش لمحاولة انتزاع حقوق ما، حيث أن الطلبة يبدون وجهة نظرهم للأمور التي لا تتماشى مع رؤية المسؤول مثلا، وفي كل الاحوال سوف يتم التوصل الى نتيجة في النهاية، فالسياسة كتعريف هي نوع من الاحتكاك، الاساتذة مثلا لديهم رأي والطلبة لديهم رأي اخر ونصل نتيجة هذا الى اجماع لمصلحة الجميع.
وقال السيد الوزير كذلك: المواطن الشاب عليه ايضا ان يحترم واجباته ومن بينها، التزامه نحو بلده، وحينما اتحدث عن الالتزام، فإن لكل شخص الحق في اختيار طريقه التزامه، فانا لست هنا لتقديم التزام سياسي او حزبي، فالبعض مثلا سوف يرى التزامه اتجاه وطنه في خلق مقاولة مهنية وخلق فرص شغل معينة، وهكذا اكون قد اديت واجبي والتزامي نحو وطني، واخرون سوف يرون هذا الالتزام في المجال الجمعوي والتطوعي لدعم قضايا معينة واخرون سيختارون خوض غمار السياسة، احببنا ّأم كرهنا، فّإن السياسة تؤثر على حياتنا جميعا داخل المجتمع..
هناك من سيختار الحل الاسهل، ويقول ان كل الاحزاب السياسية سيئة وهي الموجة الراهنة حول العالم لدى الشباب وليس فقط وطنيا، إذا ما لاحظنا نسبة العزوف عن التصويت حول العالم، ومع ذلك إن صوت 10 في المائة او 30في المائة من المغاربة فقط، فهناك انتخابات وهناك تكوين حكومي واكثر من ذلك هناك سياسات عمومية تؤثر على حياتنا وبما ان هاته هي النتيجة الحتمية فعلينا على الاقل التعبير على صوتنا….
المواطن المغربي الشاب، كأي مغربي، اما الاحزاب السياسية فكما الجمعيات، هي مؤسسات مغربية وكل حزب مشكل من نساء ورجال التقوا يوما واتفقوا على ايدلوجية معينة في البداية ووضعوا برنامجا معينا يدافع على مشروع اجتماعي، ثم قدموه كمشروع سياسي للمغاربة ورحبوا بكل من يرى نفسه مقتنعا به، ولو انه يمكن ان نقول ان من الصعب التقرير بين البرامج حينما يكون هناك 34 برنامجا ونتساءل حينها، هل هذا يمثل الواقع، وبشكل شخصي اعتقد ان الجواب لا، علاوة على ذلك فان الحزب الذي انتمي له اول شيء احب أن يقوم به، هو التوحيد في 8 احزاب سياسية على اعتبار انه لا يمكن ان يكون هناك 34 عرضا سياسيا لأنه رقم مهول…
الان الشاب، كأي مواطن سواء كان لديه 18 سنة او 50 سنة او اكثر، يمكنه ان يقرأ المشاريع السياسية المقترحة لفترة معينة ثم ينتمي له في حال اختار ذلك او يصوت في حال احب التعبير عن صوته فقط دون انتماء حزبي وهنا يمكننا أن نطرح السؤال، هل لدينا الاليات الاساسية لاستقبال الشاب الذي يريد ان ينتمي لحزب ما او يصوت، وهنا لا يمكنني ان اتحدث عن بقية الاحزاب، لأنه ليس من حقي ذلك، ولكن سأتحدث عن تجربتنا داخل الحزب الذي انتمي اليه، وسأقول نعم ولا، كيف ذلك؟ لأن الامر كما قلت سابقا، يتعلق بالأشخاص، سنجد في مناطق معينة مثلا، لديها هياكل تستقبل الشباب وتشرح له وتتبناه سياسيا ليتمكن اولا من الاطلاع على وثائق الحزب وبرنامجه وينظمون اجتماعات بشكل دوري وستزور مناطق اخرى، ستجد منتخبين لهم اهداف انتخابية اخرى، و هذا واقع مغربي…
ولكن ما نحاول القيام به الان، هو ان نتأقلم مع 2024، باستعمال الوسائل الرقمية لاستقبال الشباب وليكون هناك تواصل منتظم وحاولنا ان نرى ما تقوم به بعض الاحزاب في دول اخرى مثل دول امريكا اللاتينية او الاوربية مثلا، فالشباب اليوم اكثر تواصل من خلال الشبكات الاجتماعية، واستغلالها من خلال تطبيقات وصفحات خاصة لا يمكن إلا أن يكون امرا مجديا للحزب، للتواصل مع هذا الشاب اينما كان وسيسهل عليه التعرف على ما يحدث، فالطلبة مثلا ليس لديهم الوقت للتواصل اليومي بسبب امتحاناتهم والتزاماتهم ولكن يمكنهم الاطلاع على ما يحدث حولهم في عشر دقائق او اقل، اذا توصلوا بإشعار من خلال تطبيق ما او توصلوا ببريد الكتروني، ونحن بصدد التأقلم مع هذا المعطى منذ سنة 2018، فقد مررنا بمشاكل معينة وصراعات داخلية منعتنا ان نذهب للقاء المستمر مع المواطن، ونحاول الان اصلاح ذلك بالعودة للقيم الاساسية التي بنيت عليها الحركة الديمقراطية لحزبنا الاصالة والمعاصرة ونحن نصل لهدفنا تدريجيا مع العلم لدينا اقل من 20 سنة في الحقل السياسي عكس احزاب اخرى تاريخية من حقبة الاستقلال مثلا
اذن هدفنا حاليا ، أن نكون مع الشباب ولكن الاهم من ذلك هو الا نكذب على المواطن بشكل عام، لا يمكننا ان نعد بأشياء لا يمكن ان ننجزها…
اذا كان لدينا غدا 7 في المائة من المغاربة الذين يصوتون او 12 في المائة او حتى 32 في المائة كما كان الحال في 2007 ومع ذلك تمت الانتخابات وتأسست الحكومة، كل ما في الامر ان 70 في المائة لم يدولوا برأيهم في الفعل السياسي وغدا لا يحق لهم ان يسائلوا السياسيين حول ما قاموا به او لم يقوموا به، لأنهم بالأساس لم يصوتوا.
الأهم، ان تدلي برايك ان تصوت معي او ضدي لا يهم، الأهم ان تقوموا بالاختيار بشكل مواطن، اطلعوا على المشاريع واختاروا ولكن بضمير…
