من نزلوا لأرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله ليسوا “هركاوة”، هم فقط يقتفون خطى المؤثرين الذين فتحتم لهم الابواب على مصراعيها
من نزلوا لأرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله ليسوا “هركاوة”، هم فقط يقتفون خطى المؤثرين الذين فتحتم لهم الابواب على مصراعيها

كلنا شاهدنا بزهو وفخر تدشين ملعب بمواصفات دولية في العاصمة الرباط وشعرنا بالفخر اكثر ونحن نرى صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن يحيي المهندسين والعمال الذين ساهموا بسواعدهم وافكارهم في بناء هذا الصرح العظيم، الذي جعلنا نشعر بالزهو والفخر امام العالم، وكم راقنا لمعان تلك العيون وهي تكرم من قبل ولي عهد المملكة الشريفة.
ونحن نفرح للفوز الساحق لمنتخبنا في أولى مبارياته على أرضية الملعب الحديث على النيجر جعلنا نفخر اكثر وننتشي اكثر، وفي خضم هذا الانتشاء، نزل بعض الشباب من الجمهور الى أرضية الملعب، لم ينزلوا للتكسير او الشغب او العبث بمنشئات الملعب الجديد، وإنما وكما تبين الصور، جلهم نزل لالتقاط صورة في ملعب احسوا انه ملعبهم، شباب هم أبناء العمال الذين قاموا بإنجاز عملاق في اقل من 15 شهر…
شباب نتاج المجتمع الجديد، مجتمع التأثير والمؤثرين، شباب يرون المسؤولين يهمشون الإعلاميين والصحافيين ويفتحون باب الملعب حتى قبل تدشينه لمؤثر يتحدث بعشوائية غير مهنية، واضحة في العديد من الفيديوهات التي تم نشرها من قبله أو من قبل غيره، مؤثر استدعى اخرين من دول أخرى، تجولوا واستمتعوا مجانا في العاصمة ودخلوا جميع مرافق الملعب الكبير، مؤثرون من سوريا ولبنان وفلسطين وغيرهم ممن لم نسمع عنهم يوما ولم يزوروا المغرب يوما، تم استدعاءهم ليصوروا بشكل غير مهني وغير محترف ويتحدثون عن بلد لا يعرفون عنه أو عن حضارته شيئا، فسمعنا احدهم يقول (هايدي مش أوروبا هايدي مو النرويج او السويد او استراليا هايدا المغرب معقولة هيدا المغرب)، ألا تشعركم هاته العبارات ذات الخطاب “الانتقاصي” القديم والمستهلك الذي يقارن دائما افريقيا والمغرب بوابة افريقيا بدول أوربا وأمريكا، بالحنق والغضب؟ هل يجب ان نقارن دائما افريقيا والمغرب بدول نراها اكثر تقدما وليست بأقدم حضارة من المغرب؟ أليس لإفريقيا نماذجها وليس للمغرب صاحب القرون من الحضارة والمزيج من الحضارات الافريقية الامازيغية والعربية والحسانية والاندلسية، نماذج خاصة به؟ نماذج يمكن أن تحتدي بها دول أوربا وبقية القارات وليس العكس؟ أترون أنه من الطبيعي عوض أن تمنح الفرصة لصحافيين واعلاميين لهم دراية بتاريخ وحضارة المغرب ولهم دراية ببناء الملاعب وعالم كرة القدم ، يفتح المجال لمؤثر يحتقر القارة السمراء ويحتقر المملكة المغربية الضاربة في عمق التاريخ؟ “لا انها ليس اوروبا انه المغرب؟” ! عبارة تظهر اعجابا كبيرا وتخفي احتقارا أكبر من شخص لا يعرف من هي المملكة المغربية، عبارة كافية، ليراجع المسؤولون أنفسهم فيما يتعلق بفتح المجالات لغير أهلها.
ما الذي اغضبكم في نزول شباب يمثلون المؤثرين الذين استدعيتموهم ليتلقطوا صورا يضعونها في صفحاتهم لمتابعيهم كما قام وسيقوم به “شلة” المؤثرين الذين فتحت لهم أبواب الملعب قبل أهله وناسه؟
لو وضعت الأمور في نصابها، وبقيت الأمور في عظمتها وشموخها ونحن نرى ولي العهد حفظه الله يحيي العمال وهم يردون عليه بالمثل واكتملت بشموخ تقديم الملعب من قبل مختصين في الصحافة الرياضية والاعلام عموما ولم يتم تصغير قيمة هاته المنشأة بهذا التقديم وخطابات سلبية من بعض المؤثرين، لما تجرأ أيا من الشباب المغربي الحاضر (وهم أولى بملعب بناه اباءهم) على ان ينزل لأرضية الملعب ولا نمت لديهم تلك الرغبة التي اشبعها غيرهم من المؤثرين الأجانب، بالتقاط صور مباشرة وتسجيل لايفات لوضعها على صفحاتهم الاجتماعية مثلهم تماما…